السنة الخامسة – العدد الرابع
في هذا العدد
20 ديسمبر, 2024في هذا العدد تقدم (ماكو) تجربة فنية لها خصوصيتها المهمة في تاريخ الفن العراقي. إنها تجربة الكاريكاتير، الرسم ، والأخيلة، والموضوعات، والمناخ السياسي – الاجتماعي العراقي دائم السخونة. والحال يدور اهتمام هذا العدد حول اثنين من المبدعين الذين ظهرا في فترة معقدة وأسهما في جعل فن الكاريكاتير واحداً من قوى النقد الاجتماعي والسياسي ، مثلما هو أحد وجوه الفن التشكيلي العراقي المتقدم، وهما مؤيد نعمة وبسام فرج. الاثنان أسهما في فضح الهيمنة السياسية وما ترتب عليها من إشكالات اجتماعية. في معرض أقيم في المركز الثقافي في لندن لمختارات خزفية من إنتاج طلاب أكاديمية الفنون فرع الخزف جلب الانتباه عمل فخاري لرأس الفنان إسماعيل الشيخلي. بدا هذا العمل خارج السياق الحرفي للآخرين، من حيث التعبير والمادة والمظهر الصنعي المتماسك. لقد استهوى الخزف على إهتمام مؤيد نعمة أثناء دراسته في أكاديمية الفنون الجميلة، واختص فيه، وأنجز مجموعة مثيرة من الأعمال الفنية بتقنية النحت الفخاري لوجوه أساتذته: فايق حسن، وفالنتينوس، وسعد شاكر، كما أنجز وجه الشاعر نزار قباني بنفس التقنية. ع ّدت هذه الأعمال الأولى من نوعها في العراق، وربما في العالم العربي. فهي فن البورتريت كما هي فن الكاريكاتير وقد اتخذ مادة الطين والتزجيج. قبل إنجاز هذه الأعمال الطليعية دخل مؤيد نعمة الساحة الساخنة للرسم الساخر في أيام نكسة يونيو (حزيران) 1967، برسم كاريكاتيري يمثل الرئيس الأميركي جونسون، وهو يرفع بدل شعلة تمثال الحرية الأميركي قنبلة «نابالم» وكانت إسرائيل قد استخدمت هذه القنابل المحرمة دولياً بوقاحة في حربها ضد العرب. أرسل مؤيد هذا الرسم إلى المجلة البغدادية الساخرة «المتفرج»، وكم كانت دهشته كبيرة عندما وجدها تحتل مساحة الغلاف الأول من المجلة المثيرة للجدل. ولم يمض سوى عامين حتى التحق بمغامرة إصدار المجلة الأولى للطفل العراقي «مجًلتي»، ثم مطبوع «المزمار»، وبسرعة هضم مؤيد التقنيات الخاصة جدا لهذا النوع الجديد من الرسم، فأبدع في خلق الكثير من الشخصيات الكرتونية الأخاذة. لعل ما يميز مؤيد بين أقرانه من رسامي الكاركتير أنه غير معني بالاضحاك المجرد بل بكشف التناقضات واكتشاف ما هو غير ظاهرومقموع. كان يقول: إن مهمة رسام الكاريكاتير هي الكشف عن الممنوع ونزع أستار المبهم والصراحة القاسية أحيانا في قول الحقيقة أو البحث عنها. وهو يقترح الحلول او يفترضها بالإيحاء والإشارة. إذا كانت تجربة مؤيد نعمة جاءت من إلهامه الخاص، فإن تجربة زميله الفنان بسام فرج جاءت متفرعة من الروح الشعبية التي م ّيزت أعمال الفنان غازي الذي كان يرسم في مجلة قرندل، من حيث الموضوع والشغب الذي يستولي على الخطابات والأقوال المأثورة والأغاني. بسام فنان متنوع وأعماله في العراق كانت تشن حملات على مظاهر النفاق والفساد واللعب بالكلمات. فيما بعد ساعدته الغربة على تبني خطوط بسيطة سهلة قليلة التفاصيل ليس فيها تعقيدات الرسم الساخر القديم. كما أدخل بعض التحسينات على رسومه من خلال استخدام الشبك والتلصيق (الكولاج) كما في كاريكاتير الصحف الأجنبية، ما أضفى على رسومه رونقاً مختلفاً لم يألفه الرسم الساخر العراقي من قبل.
جدول المحتويات
-
حوار لم ينشر مع الفنان مؤيد نعمة
صفحة 4 -
حوار مع مؤيد نعمة، العراق يمتلك خصوصية متفردة في فن الكاريكتير
صفحة 18 -
الحوار الأخير للراحل مؤيد نعمة. الكاريكتير فن المستقبل
صفحة 26 -
مؤيد نعمة، منح السخرية وظيفة سامية ورصينة
صفحة 36 -
يا لها من أيام مع هذا النجم!
صفحة 42 -
أنا ومؤيد نعمة وحكايات عن الحياة والكاريكتير
صفحة 48 -
مؤيد نعمة: الدائب على التلويح بخ ّفة وبأسى
صفحة 62 -
اليوم الذي غادرنا فيه مؤيد.. زوجي وحبيبي
صفحة 74 -
شهدات
صفحة 80 -
شهدات: شجاعة مؤيد نعمة وصورته التي غابت
صفحة 82 -
شهدات: مؤيد نعمة... بلاغة الكاريكاتير وحدته القاطعة
صفحة 86 -
شهدات: في مشغل سعد شاكر نفذ مؤيد نعمة بورتريت لنزار قباني
صفحة 88 -
تواصل
صفحة 90 -
صالون المجلة: تخطيطات، بورتريت، فخار وسيراميك
صفحة 98 -
وثائق
صفحة 164 -
بسام الساخر
صفحة 186 -
مقابلة مع الفنان بسام فرج
صفحة 194 -
تعيش في قلب كل من احبك يا بسام
صفحة 206 -
بسام فرج، فنان كاريكاتير الفكاهة
صفحة 212 -
صالون المجلة
صفحة 218 -
وثائق
صفحة 236 -
الرؤية التشكيلية في شعر المربد لعام ١٩٧١
صفحة 239