في هذا العدد

هذا العدد من «ماكو» مكرس للطباعة الفنية كالغرافيك والحفر على الزنك والحجر والخشب وغيرها، وسيتحدث عن التاريخ المتناثر لهذا الفن في العراق، وتأسيسه التالي الذي جرى أكاديميا، عن الأساتذة والتلاميذ، ومجاميع المحترفات العراقية التي مارست هذا الفن وأبدعت فيه. تعود أقدم إشارة لفن الطباعة الفنية لعام 1945 بعمل محفورة على اللينيوم للفنان جميل حمودي إلى جانب أعمال أخرى لعام 1949، ووجود عمل لبهجت عبوش من العام نفسه ، كذلك أعمال ليثوغراف للفنان إسماعيل الشيخلي تعود لفترة دراسته في ّباريس عام 1954. بعد هذه التجارب الفردية أرسلت البعثات العراقية الفنان رافع الناصري إلى الصين وعند عودته نظم أول معرض شخصي لفن الكرافيك عام 1966 على صالة آيا للمعماري رفعة الجادرجي، ثم سافر نفس الفنان عام 1967 مع هاشم سمرجي وسالم الدباغ بزمالة من مؤسسة كولبنكيان للعمل عامين في محترف غرافور في لشبونه. هناك ن ّظم الفنانون الثلاثة معرضاً لنتاجاتهم في صالة المؤسسة ومن بعدها في بيروت وبغداد. يُعد تأسيس أكاديمية الفنون الجميلة 1962 واستقدام الفنان البولندي رومان ارتيموفسكي شرارة الاهتمام بالتجربة المعاصرة لفن الحفر والطباعة، وبرزت أسماء مثل يحيى الشيخ، مهدي مطشر، هاشم سمرجي ، كما أسهم رافع الناصري من جانبه بتنمية هذا الفن عبر تأسيسه محترف للطباعة في معهد الفنون الجميلة لتظهر أسماء أخرى مثل عمار داود، مظهر أحمد، وغيرهم. كانت سنوات السبعينات ذروة النشاط لهذه التجربة حيث نظمت معارض شخصية عديدة لكاظم حيدر، يحيى الشيخ، فائق حسين، مهدي مطش، سعاد العطار وسامي حقي. وعلى الرغم من نشاطات المحترف الذي أسسه رافع في بغداد، إلا أن الاهتمام في هذا الحقل بدأ يضعف مع تردي ظروف العراق السياسية، حتى تجربة الفنان إسماعيل فتاح واهتمامه الجديد بالعمل الطباعي ًفي التسعينات مع محترف أسس في بغداد، افتقرت للجانب المهني من حيث توثيق كمية المطبوع مما خلقت شكوكا في قيمة هذا النوع من الأعمال. ومع سنوات الحصار تفرق الفنانون المعنيون بهذه التجربة، ولم تعد هناك غير نشاطات فردية محدودة. بيد أن الفنانين الذين غادروا العراق حققوا نجاحات مهمة على الصعيد الدولي مثل عمار داود ومظهر أحمد، وظهرت أسماء جديدة كنزار يحيى، وهيمت محمد علي وآخرين.. تقدم «ماكو» في هذه العدد السيرة العراقية لهذا الفن بكل تفاصيلها وإنجازاتها وشخصيات الفنانين الذين أسهموا في وضع خطوطها الإنتاجية المثيرة.