في هذا العدد

يكتب افتتاحية هذا العدد واحد من ابرز تلاميذ ومتابعي الفنان شاكر حسن ال سعيد: يقدم هذا العدد من (ماكو) الفنان شاكر حسن آل سعيد، في مادة متميزة وغنية بالعديد من النصوص والوثائق والصور الفوتوغرافية واللوحات المهمة. ولا غرابة في ذلك، بعد أن تجمعت في شاكر حسن آل سعيد عدة ميزات، توزعت ما بين حسه الإنساني العميق، وأهميته كمعلم ومنظر فذ وفنان، وجد في حياته الروحية ونشاطه الإبداعي والفكري، معنى ومبرر وجوده. ولم يكن لشاكر حسن آل سعيد أن يتبوأ مكانه الرفيع في تاريخ الفن العراقي والعربي - بذلك القدر الكبير الذي حظي به - لولا تخليه عن تطوير نزعته الاجتماعية الخمسينية، وتحوله في منتصف الستينيات، نحو نزعة روحية عميقة، تشكلت بدعم من اهتماماته بالفكر الصوفي والفلسفي، بعد أن غيب الجانب الاجتماعي، تاركًا لنفسه أن تختار الله: معينه الأول والأخير بكل تجلياته، سواء في عمله الفني أو في العالم. نعم، لقد وضعه هذا التحول الحاسم وتطبيقاته، في دائرة الاهتمام الثقافي المحلي والعربي. ثم بعد ذلك، في لب إشكاليات الحداثة العربية وأسئلتها.سيظل شاكر حسن آل سعيد، كفنان ومفكر وإنسان، منذورًا - رغم غيابه - لأن يبدأ دائمًا،تمامًاكمااللوحةالتيقالفيها:«لاتنتهيعندماينهيهاالفنانبلتبدأ»فهلكانمنالممكنإغفالتجربةشاكرحسنالإبداعية والفكرية والتراخي عن الاهتمام بها؟ان عدد مجلة (ماكو) هذا، والمخصص بالكامل له، يشكل جوابًا قاطعًا بنفي هذا الإغفال.