في هذا العدد

تكتب مقدمة هذا العدد السيدة مي مظفر الباحثة في تاريخ الفن العراقي يكّرسالعددالحاليمنمجلةماكوموضوعاتهللبحثفيسيرةوإبداعثلاثفناناتتميزن،نسوياوفنيا،بصورةمابالريادة النسوية والفنية ضمن الحركة التشكيلية الحديثة في العراق، وذاع صيتهن في مديات عالمية أبعد. إنهن فنانات بامتياز، اتخذن من الفن أسلوب حياة، ومارسن العمل بدأب متواصل حتى الرمق الأخير. مديحة عمر السورية المولودة في العقد الأول من القرن العشرين، اكتسبت الجنسية العراقية مع عائلتها منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة، هي أول عراقية تحصل على بعثة دراسية في التربية الفنية إلى إنكلترا. رسامة عرفت بكونها أول من استخدم الحرف العربي في اللوحة الفنية الحديثة فيالعالمالعربيوأصدرتبيانارافقمعرضهاالشخصيفيواشنطنللتعريفبرؤيتهاالفنية.ومنالمؤسفأنقلةالمراجععنهابالعربيةوّلدإرباكا لدى الباحثين في التحقق من سيرتها الفنية. ومن جيل لاحق، تأتي نزيهة سليم البغدادية العريقة، الرسامة البارعة والأستاذة، وتصبح أول امرأة عراقية تحصل على شهادة أكاديمية بالفنون الجميلة من باريس. إنها بحق فنانة متمكنة، ظل الرسم متنفسها وسر مقاومتها للفواجع والصعاب التي تعرضت لها في الحقبتين الأخيرتين من حياتها. الثالثة هي نهى الراضي الستينية المتميزة بتفردها وسط المجتمع العراقي شخصا وفنا. استطاعتبإصرارهاوأصالتهاالعراقيةالحفاظعلىشخصيتهاالفنيةطوالحياتها،ولطالماحّيرتالنقادالعراقيينوكبارالخّزافين،بينرفض وقبول، بتناولها الحر لموضوعاتها المستلهمة من التراث الشعبي والتاريخي لوادي الرافدين، ومن بعد منمنماتها الغرافيكية، وأعمال الرسم النابعة من بساطة التصوير وروح الدعابة، فضلا عن توثيقها أدبا وفنا، للمأساة الإنسانية التي عاشها ويعيشها العراقيون بسبب ما لحقهم من دمار منذ تسعينيات القرن الماضي. وفي العدد أيضا ملحق مكرس لإبداع الفنان الستيني البارع طالب مكي الذي وافته المنية مؤخرا.