مجلة ماكو – السنة الثانية، العدد الثالث
في هذا العدد
01 سبتمبر, 2021تفتتح العدد تغريد هاشم ببحث عن الفن النسوي، وما هو مستجد في تاريخ هذا الفن، مع متابعة لبعض الأسماء، وتركيز على الفن العربي والعراقي كمدخل لفنانتين هما لورنا سليم وليزا فتاح، وهما عالمان جمع بينهما العراق: لورنا سليم الإنكليزية من مدينة شفيلد، وليزا فتاح الألمانية المولودة في النرويج. كلاهما قادتهما الأقدار للالتقاء بزوجيهما، لورنا في كلية تشلسي ـ لندن، وليزا في كلية الفنون في روما. وشاءت الأقدار أيضاً أن تواجه كل واحدة منهما عالماً جديداً كلياً، أدى بفنيهما إلى أن يقدم صورة مختلفة تعكس ظروفاً حياتية بدت الواحدة بعيدة عن الأخرى، ولم تكن قريبة بنسبة من النسب من تقاليد مجتمعهما الأول. لورنا رسمت العراق بعين متفحصة عن مسافة ما، ضمن عالم أنيق، محسوب بدقة لمشاهد يومية شعبية مع اهتمام ملحوظ بصورة المرأة - الفلاحة بشكل خاص – وفي مراحل عمل متنوعة. وسرعان ما تمكنت من أن تقدم أعمالاً ذات خصوصية تنتسب إليها، وإن حملت بعضاً من تأثير زوجها جواد سليم. ومع السنوات الأخيرة من حياتها في العراق، بداية الستينات، جلبت انتباهها مشاهد متنوعة من العمارة البغدادية التقليدية كنتيجة لمشروع شق شارع جديد. عندها أرادت أن ترصد .خصائص هذه العمارة، إلا أنها لم تسجل المحلات البغدادية المختلفة التي رسمتها مما حول هذه الأعمال إلى توثيق عام ذي خصائص متشابهة تناول أعمالها العديد من النقاد، وبشكل خاص جبرا إبراهيم جبرا. وبذلك كانت جزءاً من تاريخ الفن العراقي. ميسة كافل حسين تابعت نتاجاتها منذ تجاربها الأولى في الخمسينات، والتي عكست تماهيها مع المجتمع العراقي وحضورها فنياً في المعارض التي أقامتها جماعة بغداد .للفن الحديث أو ً في المعارض الجماعية للفن العراقي وعلى العكس كليا، حاولت ليزا فتاح أن تحافظ على نزعتها الفنية في ما رسمته في السنوات العشر الأولى من حياتها في بغداد، حيث انتجت مجموعة من الأعمال لا تشي بالمكان الذي تعيش فيه ولا لموضوعات تعكس حياتها مع أولادها الأربعة وزوج قلما شوهد بصحبتها. تف ّحص عمار داود أعمال هذه الفنانة التي كانت تعكس متابعة عالمية لما هو شائع وبشكل خاص الاتجاه التعبيري الجديد. وبمرور السنوات عاشت ليزا في عزلة تعكس حياة معنية بتفاصيل خاصة بها وبما حولها. تخطيطاتها موحشة، وخطوط كأنها حفرت بالحجر، مع ضربات فرشاة حرة وشفافة. تعلمت ليزا العربية وعلمتها لأولادها كذلك، إلا أنها ً احتفظت بمسافة عن المجتمع العراقي، ورفضت كنتيجة حتمية حياة زوجها وانغماسه بمجتمعه الرجولي. فضلت العزلة لتكون أكثر صدقا وأكثر قدرة على التعبير عن حياتها رغم وحشتها. لم يكن لها حضور فني إلا في بعض المعارض الجماعية، ولم تلفت أعمالها بكل ما فيها من تعبير إبداعي مغاير للشائع نقاد الصحافة، لذا لا نجد لها موقعاً في تاريخ الفن العراقي يلائم طاقتها التعبيرية المذهلة. مجموع نتاجاتها ع ّبر بكل صدق عن ما عانته من قطيعة مع ماحولها وعن قدرتها لتحصين نفسها ضد الابتذال الفني الذي شاع حينذاك. وفي بحث استقصائي وحوارات مع أبناء الفنانه حاول عمار داود تفحص مراجعها الفنية وعلاقة ابداعها بحياتها الشخصية وما يحيطها من حياة. وفي بحث مهم لمحمد قاسم سلمان السوداني يناقش موضوع الجسد في أعمال الفنانة ليزا فتاح الترك، مع .استعراض بسيط لأعمال بعض الفنانين العراقيين الذين شاركوا ليزا هذا الاهتمام لعل ما تنشره (ماكو) الآن وبكل اعتزاز، هو أول توثيق لما توفر من أعمال لهذه الفنانة المهمة. حيث بعض منها كانت قد أرسلته لي في نهاية الثمانيات لغرض تنظيم معرض شخصي لها، إلا أن بعض الصعوبات حال دون ذلك. وبعضها الآخر من سلايدات تركها معي في منتصف التسعينات زوجها الفنان إسماعيل فتاح إلى جانب عدد محدود من مجموعات شخصية. وفي القسم الثاني من هذا العدد يحاور عبد الرحمن طهمازي الدكتور علاء بشير عبر مجموعة تخطيطات من سنوات مختلفة، رسوم ذات بعد غرائبي بعض منها يحمل إشارة عمل زيتي وبعضها الآخر فيه استقلالية تنتسب من بعيد إلى هوس الفنان بالتخطيط وقدرته التعبيرية لما يفكر فيه. في مجموعة تخطيطية أخرى للفنان كريم .رسن يقدمها الفنان بنص يتابع اهتمامه بهذا المجال عبر تجارب من .سنوات مختلفة
جدول المحتويات
-
في الفن النسوي، عالمياً ومحلياً
صفحة 6 -
ليزا فتاح الترك: مراثي الروح والجسد
صفحة 32 -
تخطيطات ليزا فتاح الترك: ١٩٧٨-١٩٩٠
صفحة 110 -
الجسد، في اعمال الفنانة ليزا فتاح الترك
صفحة 154 -
وثائق
صفحة 168 -
لورنا سليم: ابنة العراق بالتبني
صفحة 180 -
بغداديات لورنا سليم
صفحة 216 -
علاء بشير: تخطيطات طبق الأصل
صفحة 246 -
تخطيطاتي الفنية وخصوصيتها كمنجز فني
صفحة 262