مجلة ماكو- السنة الخامسة، العدد الاول
في هذا العدد
01 مارس, 2024اهتم أرداش كاكافيان بتطوير تكويناته في سياق التأكيد على محورية الجانب التشخيصي مع اهتمام لوني محدود. ( لا أستطيع أن أغ ّيب الإنسان من أعمالي فهو حاضر دائم ُا وفي حساسية قاسية وشفافة في آن واحد. وهذا الإنسان هو طفل في أحيان كثيرة، لأن الطفل يرى الأمور على حقيقتها ولا تخضع نظرته إلى التسوية التي يعرفها البالغ) هذا ما صرح به ارداش في إحدى المقابلات الصحفية، لعله في ذلك حاول عبر هذا الإصرار أن يتعرف على والده الذي جاء إلى الموصل طف ًلا مشرد ًا بعد المذابح التي قامت بها السلطات العثمانية ضد الأرمن. تعرف ارداش على جواد بعد أن غادر الموصل إلى بغداد، فيصفه بـ ( أنه ليس أستاذي فقط بل صديقي أيضا، كان دائم ًا يزورني في البيت ويرى أعمالي الجديدة). انضم أرداش إلى جماعة بغداد، بيد أن هذه العلاقة لم تبدل اهتماماته ولم تقربه من تجربة جواد التي تقع على الضد مما كان يرسمه. كان معجب ًا بغوغان وفناني المكسيك، وأراد أن يرى أعمالهم بعينيه، وهذا الإعجاب، مصحوبة بظروف اخرى، زرع فيه رغبة السفر، فغادر العراق عام 1961 وعاش في باريس مع سنوات قليلة في أميركا. في سنواته الأخيرة ف ّضل الانزواء في الريف الفرنسي، وفي عمق محافظة النورمندي، إذ وجد في تلك الزاوية من الطبيعة ما يقربه من أيام صباه حيث كان يعيش مع أهله في الموصل بقرب جامع النبي يونس والنهر، وما يعيد هواجسه الذاتية القديمة، ففي عزلته الريفية حاول أن يستعيد إحساس الطفل الذي كانه، ولكنها استعادة مستحيلة. في سنواته الأخيرة توقف عن العرض، وف ّضل أن يعيش عزلة المحترف مثل أي فنان آخر، وكما يقول ربما أنا أختلف عن البعض في أنني أعيش حالي ًا، فني ًا وإنساني ًا، فترة إعادة النظر بحياتي كاملة، إعادة النظر بتفاؤلي القديم وبالخراب الذي أدى إليه. هذا العدد من «ماكو» مكرس للفنان أرداش كاكافيان الذي كان قد انقطع عن الإنتاج الفني في عزلته المديدة، على أمل التذكير بفنان تعبيري مهم ، عاش مخلص ًا لفنه ولأفكاره ورموز طفولته الحزينة، ولاستعادة جانب من سيرته الحياتية والفنية. تنشر «ماكو» في هذا السياق عدد ًا من المقالات النقدية التي تناولت هذه السيرة من جوانب مختلفة مصحوبة بصور لأعماله الفنية . ونذكر بهذا الشأن أن مشاركات أرداش في المعارض الجماعية في الخمسينات كانت قد أثارت اهتمام الصحافة وبشكل خاص الفنان والناقد المصري أحمد مرسي الذي عمل في بغداد كمدرس للغة الإنكليزية ونشأت بينهما علاقة صداقة ومراسلات استمرت لحين وفاته. ومن المؤسف لم نتمكن من العثور على هذه المراسلات في أرشيف الفنان مرسي بالرغم من الإشارة إليها.
جدول المحتويات
-
أرداش كاكافيان: الطفل الي أراد فك سر الوجود
صفحة 6 -
حمولات ذاكرة الفنان أرداش كاكافيان: البحث عن المستقر الفني
صفحة 26 -
أرداش كاكافيان: تعبيرية التلاعب بالمنظور وزوايا النظر
صفحة 36 -
أرداش كاكافيان: هذا الراوي لحكايات تصويرية غامضة، وشخصية دائماً
صفحة 48 -
أرداش كاكافيان إزاء أعماله الفنية - حوار مع ماجد السامرائي
صفحة 58 -
شهادات
صفحة 79 -
صالون المجلة
صفحة 80 -
وثائق
صفحة 136 -
أرداش كاكافيان: البحث عن هوية مضاعة
صفحة 166 -
وضاح فارس، مبدعاً وصديقاً
صفحة 168 -
في رحيل الصديق وضاح فارس
صفحة 170 -
وضاح فارس
صفحة 192 -
وضاح فارس
صفحة 194 -
وضاح فارس: فوتغرافي التنوير العربي
صفحة 199 -
وضاح فارس كما عرفته
صفحة 202