في هذا العدد

هذا العدد من «ماكو» أردناه متنوعا يستعيد قضايا فنية تقع في زوايا مهملة على الرغم من أهميتها . هناك الكثير من هذه القضايا المهملة ، ومعها ، ثمة فنانون قبعوا في الظل وما عادوا حاضرين بيننا، وقد لا نعرف عن إنتاجهم الفني الا ما ظهر في عز ظهورهم داخل حركة فنية منتجة ومتعاونة وتفكر في المستقبل. العودة إليهم تماثل عودة إلى مشكلات العمل الفني ، ومآل النزعة التجديدية التي ميزت الحركة الفنية ولاسيما في ستينيات القرن الماضي. أولا نستعيد في هذا العدد جانب من إنتاج الفنان الكبير جواد سليم ، الا وهي أعماله التخطيطية، مذكرين أن التخطيط ش ّكل منحاً أساسياً في تجربته. والحال تعكس غالبية لوحاته الزيتية مرجعية لها في التخطيط الذي نجده في مجموعة متنوعة، وعلى الرغم من ذلك لا نجد بحثاً مهماً يتابع هذه الأعمال المنفذة بمواد مختلفة من الحبر الصيني إلى الألوان ً المائية وأقلام الشمع. لعل مجموعة تخطيطات نصب التحرير في بغداد تع ّد نموذجا واضحا لعلاقة التخطيط بالمنجز النهائي. فهي تمثل تنوع تصورات الفنان، وتبدل نظرته العامة للنصب، وهو ما أدى إلى تجاهل بعض التخطيطات لحساب أخرى. وفي القسم الثاني من المجلة نذكر بالفنان المبدع صالح الجميعي، وهو من جيل الستينات الذي أدخل للتجربة الفنية مواد مختلفة جديدة جاءت انعكاساً لعمله اليومي في مؤسسة رمزي للطباعة حيث كان يعمل فيها. هذه المواد الخشنة والصلبة جعلته منشغلا بشكل كلي بموضوعات تجريدية غنية بالتأويلات ومتقشفة لونياً. بعد هجرته إلى الولايات المتحدة انقطعت ، للأسف، اتصالاته بالتجربة العراقية بشكل كلي. وفي هذا العدد محاولة لتتبع مساراته ابتدا ًء من محاولاته الأولى واستخدامه شرائح الألمنيوم وخليط من الألوان ومادة الاكريلك على نحو بارز وخشن إضافة لتقنية السيراميك. إنه من ناحية تعامله مع مواد جديدة ودمجها في اللوحة يُع ّد من المجددين في بناء اللوحة واستخدام مواد بارزة بمضمون عاطفي. نراجع في هذا العدد ايضا كتاب عن تجربة الفنان هاشم سمرجي الذي هو من نفس جيل صالح الجميعي وش ّكلت تجربته الطباعية إحدى أهم أركان تاريخ الطباعة عراقياً وعربياً الى جانب ما أنجزه من أعمال مهمة ضمن تجربة الأوب آرت.