في هذا العدد

يكتب علي طالب تاريخ إبداعه بسرية جعلت من الصعب متابعته تاريخي ًا، على الرغم من أهمية تجربته وفردانيتها ضمن فناني جيله ممن تراكض بعضهم خلف مودة الجديد من التجارب، أو كان مجرد حضور صوتهم في الوسط الفني أكثر أهمية من إبداعهم. منذ بدايته اهتم بإنتاج لوحات تميزت بحرفيتها العالية، وبموضوعات مجتمعية حين ًا وشخصية حين ًا آخر، وفي كلا الحالتين ظل الرابط الروحي بتفاصيله الإنسانية هو الهاجس الذي يجمع بينهما، في حين شهد بناء اللوحة عنده تبدلات فنية واضحة، وأظهر قدرة دائمة على إغنائها بنوع مذهل من التدرج اللوني، وبسطوح غنية في التعبير مبنية غالب ًا بمواد خارجية متنوعة. في السنوات الأخيرة أظهر مي ًلا للنحت، محاو ًلا تطوير موضوعه المفضل ( الرأس ) الذي كان قد أسقطه في اللوحة بصياغات عديدة من حيث الشكل واللون والأوضاع الدرامية، هذا التوجه سمح له أن يعطي هذه المفردة بعد ِ ًا اجتماعي ًا قاب ًلا للتفسير بحسب صياغته والمادة التي يتحقق بها. وسرعان ما أخذه هذا الميل إلى الاهتمام الواضح لإنتاج اعمال إبداعية مثيرة تدخل ضمن مفهوم (Object art) مضيف ًا بذلك لتجربته بعد ًا آخر. هذا العدد من ( ماكو ) مكرس ل علي طالب، تقدير ًا لفنه الهامس وتجربته الطويلة الغنية والمليئة بالأسرار واللون العاطفي المميز.