مجلة ماكو – السنة الثالثة، العدد الثالث

في هذا العدد

01 سبتمبر, 2022

ابتدا ًء من العدد الأول لـ «ماكو»، كمجلة معنية بالتوثيق، ظهرت وقائع تثير التساؤلات وتستدعي التوضيح : فمن له الحق في امتلاك أعمال فنان بعد غيابه، ومن ثم طمس تاريخه وتاريخ أعماله وتفاصيلها ووضع الحقائق عنه في الظل؟ هل هي عائلته بتفرعاتها؟ هل هي من يحق لها فقط ً توثيق عمله وتحديد عائديتها؟ نحن ندرك أن هناك ثقافة شائعة تنحاز لميراث العائلة إلى حد التقديس، مدعومة بقوانين التوريث وانتقال الملكية ، والورثة بدلا من أن يفهموا اندراج حياة الفنانين والمبدعين وأعمالهم في الحياة الثقافية العامة، كميراث وطني وموضوعي، نجدهم يستخدمون هذا الميراث وامتلاكه وسيلة للمباهاة الثقافية وطريقة لكسب المال. وفي هذا السياق يلجأون إلى حجب المعلومات والأعمال الفنية كأنهم في سوق منتظرين عروضًا دسمة، مخفين عن الحياة الثقافية الحقائق. والحال إن قضايا التوثيق الفني المهمة جدًا ذات المتطلبات العلمية تصطدم بمشكلة أنها لا تستطيع إنجاز مهمتها الموضوعية بمثل هذا التجهيل المتعمد. التاريخ الفني لأي فنان لا ُيكتب عن طريق الافتراضات والحدوس والحكايات والأقوال غير المدعومة بالوثائق، مثلما لا يمكن فصل الفنانين والمبدعين عن تاريخ بلدهم وتاريخ الحركات الفنية التي تظهر وتختفي في سياق وشروط تحتاج إلى تدقيق. إن ما نتحدث عنه هنا ليس حالة عارضة بل متكررة ولها أكثر من مثال، ووجب الاعتراف أن تاريخ الفن العراقي لم يكتب مدعومًا بالوثيقة، والكثير من حياة الفنانين وأعمالهم ينقصها التوثيق العلمي، ولاسيما أن رحيل الفنانين يقطع تدفق المعلومات ويصبح ميراثهم ملكا للعائلة التي تتصرف به وفق مصالحها. من وجهة نظر أعمال التوثيق وسياقاته ومفرداته لا يمكن فصل الأعمال الفنية عن تفاصيلها من حيث المادة الفنية المستخدمة وحجومها وعناوينها وتاريخ إنتاجها. من هنا فإننا كثيرًا ما نجد أنفسنا إزاء مجاهيل ونقص في المعلومات في أي مهمة لكتابة التاريخ الفني لفنان أو لمجموعة فنانين، بما يعيق أعمال التوثيق وتنظيم الأرشيف. مثل هذا القصور المؤسف والمحزن نجده بوجه عام في كل المطبوعات التي صدرت عن الفن العراقي طيلة الأعوام الماضية. منذ سنوات اعتمد منسقو المعارض في الخارج تنظيم فعالياتهم الفنية ضمن منظور عام للفن العربي. ولأن غالبية هؤلاء من الأجانب إلا البعض ممن يحسنون العربية إلى جانب اللغة الأجنبية، ولأن غالبية ما جرى نشره عراقيًا هو باللغة العربية، أصبح من الصعب تقييم عمل الفنان ضمن تاريخ متداخل بين المحلي والعربي. ولع ّل الكتاب الذي صدر عن الفنان رافع الناصري وبدعم من عقيلته الكاتبة مي مظفر عن دار سكيرا، والكتاب الجديد للفنان شاكر حسن، برغم محدودية الأعمال قياسًا لتاريخه الإبداعي الطويل والذي صدر عن دار سكيرا الإيطالية ايضًا وبدعم من عائلته، نماذج أمل أن تكون مسارًا عامًا في المستقبل لمطبوعات مماثلة. هذا العدد من «ماكو» مك ّرس للفنان كاظم حيدر، تكريس يستحقه حقا. فهو فنان له انشغالات متنوعة منذ بدايته، وأثارت تجربته الكثير من الاهتمام، إلا أن ارتباطه الجامعي كمدرس في أكاديمية الفنون الجميلة، وعمله النقابي كرئيس لاتحاد الفنانين العرب لبضعة سنوات، قد سلبت منه الكثير من الوقت المخصص للعمل الفني. إلى جانب ذلك هناك نقص كبير في كتابة تاريخه، ومثال بسيط لذلك أن الجميع يعتبر (مجموعة الشهيد) أبرز ما أنتجه فني ًا، وأنه ُيع ّد من أبرز المصممين العرب في فن الديكور المسرحي، بالرغم من ذلك لا تتوفر لحد الآن صور ومعلومات لمجموعة الشهيد على نحو كامل، ولم نتعرف على تصاميمه المسرحية بصريًا، ولا نجد أفكاره ومخططاته في هذا المجال. بالتأكيد هناك العشرات إن لم تكن بالمئات من التخطيطات الأولية لمشاريعه الفنية أو لتصاميمه في الديكور المسرحي، لكننا للأسف لا نجدها. كل ذلك يعود لعدم توفر توثيق متكامل لغالبية الفنانين ومنهم كاظم حيدر رغم مرور سنوات طويلة على وفاته.

جدول المحتويات

  • كيف انكشف الحق في العمل الفني الحديث

    سليم البهلولي

    صفحة 6
  • كاظم حيدر: الحياة مسرح كبير

    علي النجار

    صفحة 22
  • كاظم حيدر: التجريب واللعب والموت

    مي مظفر

    صفحة 32
  • كاظم حيدر وصناعة الأسطورة رسماً

    د. نجم حيدر

    صفحة 42
  • كاظم حيدر، نحولات، انشغلات فنان مثير

    ضياء العزاوي

    صفحة 50
  • فكرة الخير والشر في أعمال كاظم حيدر

    صلاح البشير

    صفحة 66
  • كاظم حيدر فنان الفجيعة

    فيصل لعيبي ساهي

    صفحة 72
  • كاظم حيدر: صورة قلمية

    سهيل سامي نادر

    صفحة 88
  • كاظم حيدر وحديث عن تكنيك والمضمون والفن العراقي

    هادي ياسين علي

    صفحة 90
  • الفنان كاظم حيدر: الأسلوب هو أنا

    عادل كامل

    صفحة 98
  • فن الديكور في المسرحية العراقية

    مها البياتي

    صفحة 111
  • الرسام سينوغرافاً.. كاظم حيدر أنموذجاً

    عواد علي

    صفحة 115
  • سامي عبد الحميد يكتب عن تصاميم كاظم حيدر للمسرح

    صفحة 164
  • وثائق

    صفحة 130
  • صالون المجلة

    صفحة 158
  • طباعة متنوعة

    صفحة 232
  • تخطيطات أولية

    صفحة 248
هذا الموقع مسجل على wpml.org كموقع تطوير. قم بالتبديل إلى مفتاح موقع الإنتاج إلى remove this banner.